فريق قيادة المستقبل



تتبارى الدول العالمية حالياً على التسابق ليس للتسلح وتقوية اقتصادها وإحداث التنمية الشاملة لبلدانها، وغيرها من الأجندة السياسية والاقتصادية والتنموية، بل تتسابق أيضا على القيام بتأسيس فرق قيادية مدربة تدريباً مكثفاً ومتخصص بحيث تضمن بعد رحيل القيادات التي أسست هذه الانظمة بجهدها وجهد أبنائها، أن يتسلم السلطة والمراكز القيادية من يمكن أن يُطلق عليه اسم "الرجل المناسب في المكان المناسب"، ولهذا فأنه يتم إعداد هذه الفرق منذ الطفولة بعد اختيارهم بشكل دقيق يخضع لنظام فائق من حيث صفات الطفل الذي يتم اختياره، سواء من ناحية النسل او الناحية الصحية او مستويات الذكاء او القدرة على مجاراة أنظمة التدريب او الصفات الموروثة، او السرعة باكتساب الصفات المطلوبة أو الإلتزام الديني وغيرها الكثير من الصفات والضوابط.

إن تلك الفرق والتي أحبذ تسميتها بفريق إدارة المستبقل أو فريق قيادة المستقبل، تخضع لعدة مستويات من الادارة كما هو معروف، كالادارة العليا أو المتوسطة، او ادارة التخطيط وأخرى للتنفيذ، او الادارات المدنية واخرى الاقتصادية والعسكرية والتنموية والاكاديمية سواء بالتعليم العالي أو المدرسي إلى اخره من التصنيفات والترتيبات التي تخضع لها كل دولة، كما أن بعضها يتم اعدادها لتكون ما يمكن أن يطلق عليه ضابط ارتباط بالخارج، بحيث يكون مندوبا لها لتنفيذ أجندتها الخارجية في الدول الأخرى سواء عن طريق السفارات أو البعثات المٌلحقة أو الاستثمار أو العمل الخفي والتجسسي بالخارج.

لكن بالرغم من أن مستويات الادارة مختلفة ألا أنه هناك صفات ومهارات وتدريبات يخضع لها الجميع ويكون لزاماً عليهم إتقانها بشكل تام. وتعد أول تلك الصفات الالتزم الديني والولاء المطلق للهدف والرسالة والقضية التي تم إعداده لها، حيث أن هاتين النقطتين تحديداً من أول ما يتم العمل عليه منذ الطفولة، وحيث أنها من أهم الخطوات للنجاح في أي مجال، سواء كان فردي أو جماعي.
كما أن صفة حب العطاء والعمل من أجل الاخرين، وترجيح المصلحة العامة على المصلحة الشخصية والتضحية لأجلها، بل الوصول لأكثر من ذلك وهو أن تكون المصلحة الشخصية هي المصلحة العامة ذاتها، وبالتالي العمل على النجاح بالهدف الاعلى والذي يكون تلقائيا هو النجاح الشخصي.

من الصفات التي يجب أن تكون بالفريق، الطاعة التامة للقائد والمدرب والمعلم والمرتبة العليا، وذلك بتنفيذ الاوامر، وذلك لا يلغي النقاش بها وتحسينها في حال كان هناك رأي آخر من عضو الفريق. ايضا التركيز بأداء المهام الدقيقة والمتخصصة بعمله الذي تم توكيله به، والإخلاص بذلك دون كلل أو ملل او تهاون أو تقصير، ويكون ذلك بالعمل الجاد والبحث والتمحيص والتدقيق، ولو كان ذلك على حساب الراحة الشخصية او العمل الطويل الشاق.

أما من الناحية الجسدية فعلى فريق قيادة المستقبل، فيتم وضع التدريبات الخاصة به وبرامج الإعداد، بأن يعتني بالبنية الجسدية والرياضية واتقان المهارات المطلوبة منه سواء مهارات القتال والدفاع عن النفس أو الركض أو السباحة أو  أي تمرينات أخرى تُطلب منه تساعده على حماية نفسه والبقاء على قيد الحياة، مع المحافظة على مستويات المهارة المطلوبة منه مع تقدم العمر. وبالنسبة للمهارات التي تتطلب الدراسة مثل التقنيات البرمجية والالكترونيات والتشفير والاخراق الحاسوبي أو التقنيات الكيميائية، فغالبا ما يتقنها كلها فريق المهام الخاصة ضمن الفريق، والذي يعد الذراع الامني للفريق بأكمله.

المهارات القيادية واتخاذ القرار، هي أيضا من المتطلبات المهمة التي يجب تعلمها، اكاديماً وبالخبرة، مثل اتخاذ القرارات والقرارات اللحظية وارتجال حلول السريعة، كما أن يجب أن يكون له القدرة على التخطيط والتخطيط ووضع الخطط البديلة، التي تتلائم مع المتغيرات التي تحيط به، والقدرة على تكون فريق عمل متميز، فكل من يكون عضوا في فريق قيادة المستقبل عليه أن يُؤسس ويعمل على تأسيس من سيكون من بعدهم.

الكاريزما والشخصية المتحدثة والمبارة والمتواضعة والقادرة على الارتجال هي شخصية فرق قيادة المستقبل، والتي يتم تأسيسها منذ الطفولة، فكل عضو يمكن أن يتم نقله من موقع تنفيذي إلى موقع إداري أو موقع قيادي، في أي وقت لذلك فإن الاستعداد لذلك يتم الاعداد لذلك مسبقا.
تتبارى الدول والمنظمات والمؤسسات والشركات في العالم منذ مئات السنوات، وللأسف أكثرها في دول الغرب والمؤسسات والشركات الغربية، فلا نجدها في عالمنا العربي إلا القليل منها. فمن تلك المنظماتالتي نسمع عنها انها تربي قياداتها منذ الطفولة وتعلمهم وتدربهم المنظمات الماسونية، وشبيهاتها من الشركات العالمية التي يتوارث ادارتها وقيادتها أبنائها على مدى أجيال.
اما الدول فبريطانيا منها والولايات المتحدة التي تُحضر قياداتها وتدربهم بشكل خارق للعادة وتغدق عليهم من الاموال والتعليم والتدريب ليصل ذلك القائد أوالمدير إلى منصب تم اعداده له.


وحديثاً نرى تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية، تؤسس قيادات في كافة الانحاء لقيادة تركيا من الحي الى القرية الى المدينة الة المحافظة الة الدولة في سرب واحد، يمتد من رئيس الجمهورية والوزراء الى مختار القرية، وهذا احد اسباب تهضة تركيا الحديثة، وليس هذا فحسب، بل أن خطط تركيا المتمثله برؤية تركيا 2023-2053-2071 تجعل من كل فرد فيها  مشاركا في عجلة التنمية، تبدأ بالاطفال الذي لم يولدوا لليوم، بحيث يكونو بالمستقبل نوابا ووزارء ومدراء في تركيا. وقد تميزت تجربة تركيا باعداد فرقها انها لم تجعل الاسماء أهم من الاهداف، ولم تذهب للحروب مباشرة لتحقيق اهدافها، بل نظرت إلى الاستقلال الكامل المتمثل بالاعتماد على المنتج الوطني ورأس المال الوطني والايدي العاملة المحلية المدربة، وتصنيع الاسلحة، والزراعة، وغيرها هي الطريق للنهضة الحالية، وبعبارة أدق، لقد حولت تركي كل فرد من الشعب عضواً في إدارة المستبقل.