عندما نشتري الغباء لأبنائنا

حقيقة للأسف أصبحت واضحة وإن لم يعقلها حتى الان الكثيرون، فنحن حينما نظن بأنفسنا اننا نفعل الصحيح لأبنائنا نكون قد فعلنا الخطأ، وهو مساعدة أبنائنا ليكونوا اغبياء بدلا من ان يكونوا اذكياء

تبدأ القصة بطل بالطفل من والده شراء جهاز الكتروني ذكي، سواء تابلت او آيباد او من ذلك القبيل، لتجد ان الطفل اصبح لا يعرف أي شيء سوى ان يلعب بالجهاز ليقضي الساعات الطويلة في الألعاب، علما ان من صنعوه كان الهدف منه لغير الألعاب، بل للتعليم المستمر بطرق حديثة، ولكن كعادة الكثير من الناس (وليس الجميع) نأخذ الجانب السلبي من كل شيء
ثم وبعد الملل من الجهاز يبدا الطفل بطل هاتف والده للإبحار فيه سواء واتس اب او غيره، ثم يستمر بالتعمق والتعمق، لدرجة ان ابعاد الطفل عن هذه الأجهزة التي لا تناسبه كلها، تجعله شخصية انطوائية لا تريد الا ان يلعب او يتراسل بأي شكل كان.

والأسواء من ذلك ، أن الاهل وليتخلصوا من "دوشة ابنهم"، يبدأون بإعطائه ما يريد فالمهم ان يصمت، وللأسف أحيانا يعطونه جهاز خاص به ليستمروا بالتراسل بين أصدقائه، وتزداد الحدود بين العائلة التي أصبحت مشتتة الكترونيا تحت سقف واحد
ثم يأتي دور التلفاز وقنوات الاطفال وبرامج الكرتون واغاني الأطفال التي أصبحت عشرات بعدما كانت قناة واحدة، ليستمر في صناعة الغباء، وللساف ان الاهل يظنون ان ابنهم ذكي وعبقري لأنه يستطيع تحميل لعبة او تشغيل جهاز او غناء اغنية مع التلفاز او حفظها.


ولم يتوقف الامر على الصغار بل تحول الى الشباب والمراهقين سواء الذكور والاناث، فترى الشباب الذين يخرجون ليمشوا كما في السابق، الان تراهم يجلسون في مكان ما وكل واحد بهم مشغول بهاتفه وارجيلته و حاسوبه والفيس بوك وانستغرام، او ترى الطلبة بالجامعات خلال المحاضرات يتحيلون الاحاييل كي يرسلو رسالة او يردوا على تعليق او غيره.
لقد صنف الغرب ما ذكرنا أعلاه بأنه ادمان يقود الى صناعة الغباء، ونترك للقراء موضوع البحث في ادمان الأطفال للتكنولوجيا وادمان الاهل للتواصل الالكتروني واثاره المدمرة

ما الحل

وحتى لا يكون كلامنا نقد بلا حلول، فلقد اطلعنا على بعض الحلول التي طرحها الخبراء بهذا المجال ومنها:
1.    وضح حد واوقات معينة لاستخدام الأجهزة اللوحية للأطفال
2.    إشغال الطفال بالهوايات اليدوية والكتابية والابداعية والرياضية مثل الرسم او العزف او القراءة او والشطرنج والركض وألعاب التركيز التي تساعد الطفل على الحصول على النشاط اللازم ليكون متزنا عقليا وبدنيا
3.    إعطاء الأطفال الحنان والعطف الذي سيجذبهم الى أهلهم
4.    إطفاء راوتر الانترنت في وقت معين
5.    تحديد اوقات الجميع للجلوس مع العائلة في بعيدا عن الأجهزة كافة
6.    مراقبة سلوك الأبناء في استخدام الانترنت والأجهزة الخلوية

7.    أخيرا مشاركة الابناء نشاطاتهم والاستماع لهم، بالعمل والوظيفة ليست اهم من التربية

مع التحية ناجح ناجي حسن