متلازمة ما بعد التخرج .. والشباب

بقلم ناجح ناجي حسن - مهارات الحياة - مركز مكاني







في مثل هذه الايام من السنة يكون اليوم المنتظر للكثير من الطلبة الجامعيين لحضور حفلات التخرج التي تكون اجمل لحظات الفرح والسعادة التي ينتظرونها بعد سنوات الدراسة والتعب والكد والجهد. ولكن منذ عام 2007 وما صاحب الازمة الاقتصادية العالمية من تضخم اقتصادي ولبطالة وانخفاض الوظائف او انقراضها وظهور وظائف جديدة لم يستعد لها الجيل الحالي بعد او أن استعداده كان غير كافي.


ولذلك ظهرت الكثير من المظاهر الاجتماعية والثقافية والوظيفية التي وددنااليوم الحديث عن احداها والتي رغبت ان اطلق عليها اسم متلازمة ما بعد التخرج (Post-graduate syndrome) وهو مصطلح قمت بصياغته منذ عام في نفسي، مطلقا اسم متلازمة بدون اي تفكير عن سبب ذلك الوصف، لاجد اليوم أنه مستخدم بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت وعلماء الاجتماع، فلم أكن الاول في التفكير به وصياغته.

ويمكن تعريفه برأيي الشخصي بأنه اعراض تظهر على الطالب الجامعي الخريج في الفترة الاولى من تخرجه والتي تصل معينه تعتمد على الشخص نفسه، تكون نابعة من التغير الذي يطرا على الطالب من انتقاله من مجتمع الجامعة بكل ما فيه إلى المجتمع العملي والحياة الواقعية بكل ما فيه.

فكل طالب خلال الجامعة يحلم بالتخرج لايجاد وظيفة تليق به وبتخصصه، لكن بعد التخرج والانتهاء من احتفالاته، يبدأ الشيء الرئيسي وهو البحث عن وظيفة، وقد كنت ممن مرو ا بهذه الامر سابقا وللأسف تأخرت للخروج منه، والبدء بالسير بالطريق الصحيح للعمل والنجاح في الحياة.

ومن أكبر الاسباب التي تقود غالبية الخريجيين الجامعيين للدخول في هذه المتلازمة هو ان العقل الباطن اقتنع قناعة تامة بأن البحث عن وظيفة هو المهمة الاولى والاخيرة للخريج (حيث انه يتم نسيان الامور المهمة الاخرى)، ثم تبدا عمليات الحساب للرواتب التي اثبت الواقع العملي بانها لم ولن تكفي طموح اي طالب جامعي تخرج حديثا، ثم تبدا تترائى للخريجين قصص النجاح والتي لا يرون منها إلا قمة الجبل ناسين ما تعرض له كل ناجح، ثم افتقار الاغلبية العظمى للاساسيات الاخرى التي يحتاجها ليجد وظيفة ويكون مميزا بها، كالثقة وقوة الشخصية والمهارة الادارة ومهامها، وايضا للاسف عدم القدرة على  الاندماج في فريق العمل او عدم التعود على الضغط خلال العمل (وغالبا اول ما يتم كتابته بالسيرة الذاتية أحيانا ضمن المهارات هي العمل مع الفريق و تحمل ضغط العمل)

ثم نأتي لكتابة السيرة الذاتية التي هناك نسبة كبيرة لا تتقن أي شيء منها ، ونسبه اكبر تتقن اقل القليل منها ناسين او جاهلين بأن السيرة الذاتية هي الاساس الاول لتسويق الذات للحصول على الوظيفة أو للحصول على تمويل لمشورع أو غيره.

ومن اسباب الدخول في هذه الحالة، أن الغالبية العظمى لا تعرف اي شيء عن ادارة المشاريع او تصميم مشروع او البحث عن تمويل، وذلك بسبب الفكرة التي تم زرعها في عقول الكثيرمن الشباب (وليس الجميع)، ان الوظيفة أضمن من المشروع الشخصي كما ذكرنا سابقا.

ومن اعرض متلازمة ما بعد التخرج التي نود ذكرها:
  1. التفكير الدائم والمفرط بالجامعة وايامها والزيارات المتكررة ، حيث الحنين والشوق لتلك المرحلة من الحياة وكل ما فيها، ويكون الحل بالبدء بالتفكير بالمرحلة التالية والتعلم من تجربة الجامعة، ولا يعني ذلك الانقطاع عن الجامعة كليا. بالنسبة لي فما زلت على علاقة بقسم التغذية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية الذي احبه كثيرا حيث أقوم بزيارة اعضاء الهيئة التدريسية ومن اعرفهم بالجامعة، كما ازور الاصدقاء في مكتبة الجامعة التي ربطتنا علاقة صداقة دائمة ومتكررة
  2. عدم القدرة على تحديد الاهداف قصيرة المدى او طويلة المدى او تحديد الاولويات، وهنا يكمن الحل بان يقوم الخريجين سواء خلال الجامعة او بعد التخرج بأخذ دورة تدريبية في مهارات الحياة والتخطيط  وادارة الوقت التي لا يعي أهميتها الكثيرمن الشباب.
  3. السهر لأوقات متأخرة والنوم لأوقات متأخرة، والحل بأن يقوم بعمل تنظيم للوقت بشكل يضمن له أن يكون نشيطا دائما من خلال الرياضة والغذاء الصحي والارشادات الصحية
  4. التفكير المفرط بالمستقبل (مع اهمية التفكير والتخطيط السليم ولكن ليس المفرط)
  5. الجهل بأسس كتابة السيرة الذاتية، وهنا يجب الخضوع لدورة تدريبة سواء الكترونية او دورة عادية كما من المهم الاطلاع على السير الذاتية للخرجين الجدد 
  6. الركون إلى العزلة احيانا والخمول، والحل بالاندماج الاجتماعي مع من غاب عنهم لسنوات خلال دراسته
  7. قد يدخل التكبر أو الغرور في قلب الشخص بسبب تميزه بالتعليم او التخصص
  8. مقارنة النفس بالآخرين، فمن أهم أسباب الشعور متلازمة ما بعد التخرج أن يقارن الشخص نفسه بآخرين أخذوا خطوات أخرى فى حياتهم المهنية، والافضل أن يقارن نفسه بنفسه بالسابق ويتخذ قرار بأن يكون افضل من اليوم السابق
  9. التعرض للكثر من الاسئلة والارشادات والنصائح التي لا يطلبها ، وتكون من الاخرين بناء على افكارهم ومعلوماتهم، والحل أن تضع لنفسك خطة ( اذا لم يكن لديك خطة، فستكون جزء من خطط الآخرين)
  10. البعض يصيبهم الرهاب من مقابلات العمل، وهنا يأتي دور التدريب وبناء الثقة بالنفس
  11. حصر اي نشاط بالعمل فقط، علما أنالعمل التطوعي أوالتدريب المجاني قد يساعدك على الحصول على وظيفة افضل من أن تحصل على وظيفة مباشرة
  12. التوقف عن تطوير الذات سواء بالتخصص او بالادارة ومهامها والمهارات الشخصية، وهذا من اكبر الاخطاء التي تزيد من الاحباط والاكتئاب
  13. الشعور بأن الدراسة ليست ذات فائدة والندم على الدراسة
  14. حصر العمل بالتخصص، علما ان العمل في غير التخصص يعطيك المهارات التي لن تجدها في تخصصك، بل قد تعطيك هذه المهارات الافضلية في التوظيف في تخصصك لاحقا وبمراتب اعلى.

كانت هذه الكلمات بعض مما يجول في نفسي حول متلازمة ما بعد التخرج الذي اتوقع أن يلتقط احد هذه الكلمات ويزيد عليها مما لديه من علم علها تنفع الخرييجن الجدد

والله الموفق

بقلم ناجح ناجي حسن
للتواصل
00962776914416
00962796853616