التهنئة الالكترونية .. بين المؤيد والمعارض


بقلم ناجح ناجي حسن



مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، برزت عدة مستجدات على الساحة الاجتماعية والتي اثارت انتباهي منذ سنوات كما اثارت انتباه غيري من أبناء المجتمع، وهي التهنئة الالكترونية والتي انتشرت كثيرا سواء بالتهنئة في أعياد الميلاد، او التهنئة بعيد الفطر والاضحى او رأس السنة وغيرها الكثير من المناسبات. وقد حلت التهنئة الالكترونية اليوم لتكون أحد أسباب قلة التواصل الطبيعي المبنى على الاتصال الهاتفي الصوتي أو اللقاءات الشخصية بين الناس.

وإني منذ سنوات حاولت إلغاء هذه العادة من نفسي حيث كنت أحاول قدر الإمكان الاتصال مع من أرغب بتهنئته هاتفيا أو اللقاء الشخصي بهم، والذي يكون فيه تبادل التهاني الواضح والطبيعي بين الناس، والذي لمست فيه قوة العلاقات مع من أتصل بهم أو التقيهم أيضا بسبب كثرة التهاني بالرسائل المنسوخة والمكررة

فالكثير من الأشخاص يقوم في الأعياد مثلا بإرسال رسالة جماعية لكل الأرقام دون أن يعرف لمن أرسلها حتى، ليكون قد أدى واجبه في المعايدة، او ارسال رسالة تهنئة بعيد الميلاد لشخص من المفترض أن يلتقي بكل سهولة به. وأيضا الكثير من الأشخاص تصلهم مئات الرسائل للتهنئة او المعايدة، فلا يعرف من اين أتت ولا يقرأها أحيانا كثيرة. اوتصل الرسائل للمجموعات التي يشترك بها فلا طعم لها ولا اثر.

والسؤال هل إرسال رسالة لشخص من الواجب أن تتصل به أو تزوره يفي بالغرض المطلوب من التهنئة؟!؟!  والجواب يكون لكل شخص بحسب رايه وبحسب ظروفه.



على الجانب الاخر، فقد أتاحت التهنئة الالكترونية لمن هم بعيدون عنا جدا أن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلتقيهم أو نتصل بهم أو نحادثهم. فنكون معهم ولو برسالة واحدة على الأقل تواسيهم في غربتهم أو بعدهم او في مناطق تنقطع وسائل الاتصال الصوتية عنهم.

لقد أتاني هذه العنوان لأكتب هذه المقالة البسيطة والسريعة حين قام صديقي العزيز أبو راشد بنشر منشور جميل  ومختصر قال فيه:

المعايدة الالكترونية: انسياق وراء الحداثة يتجاوز روح الاعياد وصدق المشاعر، مع ام ضد؟


فكانت الردود الكثيرة والمتنوعة والتي اعجبتني فوددت أن اوثق هذه الالمر في مقالتي القصيرة هذه


في تعلق لخبير في علم الاجتماع حول التهنئة الالكترونية يقول (إن هذا النوع من المباركة لا يعوض نهائياً عن الزيارات وتبادل الأحاديث، ولا يخفي في الوقت ذاته أن التواصل الإلكتروني يطغى على العلاقات الاجتماعية في هذا الوقت وخاصة بين المغتربين عن وطنهم)

أما اختصاصي علم الاجتماع د. أسامة العماري، فله تعليق رائع اعجبني حيث يقول ونقتبس منه (أن المعايدة الحقيقية التقليدية في طريقها للاختفاء من حياتنا، فقد حلّت محلها التهنئات الإلكترونية ورسائل المناسبات الجماعية الباردة، التي تمثل حلولاً بديلة عن التحيات والزيارات المرتبطة بقيم وعادات العيد، ويلجأ البعض إلى إرسال تهنئة أو معايدة لإسقاط واجب لا أكثر، فيما لا يتكلف البعض بصياغة كلمات عيدية خاصة للمستلم، نظراً لانشغالهم وتشابك علاقاتهم بمحيطهم الاجتماعي، لذلك يتحججون بضيق الوقت وضغوط العمل والافتقار إلى التعبير، ويميلون إلى استنساخ المعايدات وإعادة تدويرها لمستلمين آخرين، مما يفقدها مصداقيتها وقيمتها الوجدانية.


لقد غيرت التقنية كثيرا في حياتنا وما زالت تفعل ولا نعلم ماذا سيتغير لاحقاً

24/8/2018 في ايام عيد الاضحى 




خطاب "اصنع التغيير" - " دنزل واشنطن"

اعداد ناجح ناجي حسن

فيديو رائع لخطاب "اصنع التغيير" للفنان العالمي دنزل واشنطن وهو الممثل العالمي المعروف صاحب الأفلام الرائعة التي امدتنا بالعزم والإرادة، وهو صاحب عدد كبر من الجوائز العالمية وايضا الترشيح للجوائز. 

(و لمن لا يعرف الفنان باسمه الحقيقي فيمكنه أن يتذكر فيلم Flight  الذي صدر عام 2012 الشهيرعلى الرابط )

يلخص دنزل واشنطن في هذه الخطاب عدد من الارشادات  والنصائح للنجاح والتفوق ورفع قيمة الذات والتي مرت في حياته التي كانت صعبة بعض الشيء، حيث انه يوجهه لطلبة احدى الجامعات.

لنستمع معاً للخطاب ، وقد قمنا بتفريغه مع بعض التغييرات لمن يرغب بالقراءة.






فشلت في الجامعة وكان معدلي العام 1.7
أتمنى ان لا يصله أحد، حصلت على 1.7
لكن
كنت جالسا في صالون التجميل الخاص بوالدتي
وبينما أنظر في المرآة وأنا اشاهد تلك في المرأة
وفي كل مرة كانت تنظر لأعلى، وفي كل مرة أرفع عيني أجدها تنظر إلي
فقط تنظر في العينين
لم أعرف من تكون وتساءلت داخل نفسي ...
ثم قالت: أعطوني قلماً، عندي نبوءة

في 27 مارس/آذار 1975 ، قالت : (يا فتى .. أنت سوف تجول العالم ، وسوف تخاطب الكثير من البشر)

تذكروا، لقد تم طردي من الجامعة، وأنا أفكر بالالتحاق بالجيش
لم أعرف ما الذي يجب فعله، وهي تقول لي أنني سوف أجول العالم، وأخاطب ملايين البشر.

فعلاً، سافرت حول العالم، وخاطبت الملايين من البشر.
ولم يكن الشيء المهم "النجاح" الذي حصدته، بل الشيء الأهم هو الشيء المهم هو ما اخبرتني به، وما قالته لي في ذلك اليوم، بقي في داخلي منذ ذلك اليوم.

كنت في حفظ الله، لقد تمّ توجيهي، وتمّ تصحيحي.

أخفق كثيراً، هذه صحيح،
أنت تعيش مرة واحدة فقط، لهذه افعل ما تشعر بالشغف من أجله
استغل الفرص بدهاء
لا تخشى من الإخفاق.

هناك اختبار ذكاء قديم عبارة عن 9 نقاط، وعليك رسم 5 خطوط متصله مستقيمة بواسطة قلم لربط تلك النقاط التسعة، بدون رفع القلم.

الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي الخروج عن اطارالصندوق (التفكير خارج الصندوق
لذلك لا نخشى من الخروج عن اطارالصندوق.
لا تخشى من الفشل الذريع من الحلم الكبير.

لكن تذكر "الأحلام بدون اهداف هي فقط أحلام"، وتسبب الكثير من خيبات الأمل.
لذلك امتلك الأحلام، ولكن امتلك معها اهداف ايضاً.
اهداف الحياة
أهداف سنوية
اهداف شهرية
اهداف يومية
أحاول إعطاء نفسي هدف كل يوم.

مع الإدراك أنه من أجل تحقيق هذه الأهداف، عليك الانضباط والتناغم والالتزام.
عليك أن تعمل عليه كل يوم، عليك أن تخطط كل يوم.

حتما سمعت المقولة التي مفادها : (نحن لا نخطط للفشل، بل نفشل بالتخطيط).

العمل الجاد يؤتي نتائجه وثماره. العمل بجد هو ما يقوم به الأشخاص الناجحون.

وفي عالم وسائل التواصل الاجتماعي والانهيار الأخلاقي الذي نشأت فيه، تذكر أنه ليس بسبب أنك تبذل جهد أكبرن معناه أنك تحقق أشياء أكثر.

تذكر هذه جيداً!! ليس بسبب أنك تبذل جهد أكبر، معناه أنك تحقق أشياء أكثر.

لا تخلط بين التحرك والتقدم.

والدتي قالت لي "لأنه يمكنك الجري في مكانك طول الوقت بدون أن تصل لأي مكان"

واصل السعي، واصل الحصول على أهداف، واصل التقدم.

كل شيء ترغب فيه بشدة، يمكنك أن تحصل عليه!
تسلق نحوه، ابذل جهد أكبر لتحصل عليه

عندما تصل لهدفك، انظر لاسفل واسحب شخص آخر نحوك.
كل شخص يُعلم الآخر (aech one, teach one)
لا تتطلع للعيش فقط، بل اسعى لصناعة التغيير (make a Difference)


سلسلة خواطر ويكيبيدية على اليوتيوب



سلسلة خواطر ويكيبيدية هي سلسلة من مقاطع الفيديو التعليمي تهدف للتعريف بموسوعة ويكيبيديا العربية هي سلسلة أقوم بها بالتعريف بالموسوعة العربية الشهيرة ويكيبيدية ليكون بمقدور المبتدأين والمطلعين الجدد على الموسوعة العربية بشكل مبسط وبلغة بسيطة لكي تصل لهم المعلومة بشكل سريع وواضح.

وقد تم البدء بها بعد ان شاركنا في يوم تدريبي في كلية الخوارزمي في عمان والذي تم بدعم من السفارة  السويدية حيث قمنا بتدريب عدد من المشاركين باليوم على التحرير، مما اعطاني هذه الفكرة التي أطمح ان اجد الدعم لها لاحقا سواء بالتقنيات او بالتدريب على اليوتيوب.

تالياً عدد من القيديوها التي قمت بتسجيلها وسوف يكون هناك مواضيع أخرى لاحقاً ان شاء الله

- المقدمة

- التسجيل والمقالة المثالية

- أهم الرموز المستخدمة في التحرير


- صندوق المقالة

- ملحوظية المقالات

- مسابقة ويكي تهوى المعالم


وسيتم قريبا تحديث هذه المقالة بعدد من الفيديوهات

عندي مئة شغلة .. أين الانجازات


بقلم ناجح ناجي حسن

عندي مئة شغلة .. عندي ألف شغلة .. والله ما بفضي .. عندي مئة قصة .. مشغول كثير، وغيرها الكثير والكثير من الجمل والكلمات التي نسمعها كثيرا من الكثير من الناس وبشكل متكرر يصل الى مرة كل دقيقة. لقد أدمن المجتمع حولنا نطق هذه الكلمة التي يتم عن طريقها الهروب من بعض اللقاءات او الفضل او الضعف او العشوائية او التقصير في مجالات الحياة المختلفة. ففي العمل ترى الموظف الذي لديه واجبات معينه يطلقها بأي شكل من أشكالها للتهرب من تقصيره بالعمل سواء لمديره الذي يكون يستفسر حلة التقصير، او للمراجعين الذي يتأخرون بالحصول على الخدمة التي يطلبونها بسبب تقصيره، والذي يكون في العادة تقصير بلا فائدة ترجى لأنه يكون مشغول بالهاتف او مواقع التواصل الاجتماعي او الطعام ... الخ.

ونسمعه كثيرا من طلاب الجامعات المقصرين في دراساتهم وامتحاناتهم عندما يطلقونها امام اهاليهم عند السؤال حول علاماتهم المتدنية او سبب الإنذارات التي يتلقونها، او يطلقونها اما المدرسين في كلياتهم حين يذهبون للرجاء التسول للعلامات او بسبب التأخر عن تسيم الواجبات او التأخر عن الامتحانات.

ونسمعها كثيرا من المُقصرين بالتواصل مع اهاليهم او اصحابهم او اقربائهم او إخوانهم او اخواتهم (ونعني من المفروض عليهم زيارتهم)، فتبدأ هذه الكلمة بالتكرار أولا بأول للتبرير عن هذه التقصير الذي قد يكون استمر شهورا بين الأخ  واخته، او الابن وأهله، او استمر سنوات بين صديق وأصدقائه.
لكن، ألا يعلم أولئك المصرين المتعذرين بال"مئة شغله" انهم حين يعتذرون بهذه الكلمة ان من يستمع اليهم يعلم انهم غير صادقين، وان عدم صدقهم يظهر في عيونهم وحركات أجسادهم وطريقة نطقهم واحمرار وجوههم وتلعثم كلامهم.


الا يعلم أولئك أن من يستمع إليهم لا يرغب بإحراجهم واخبارهم أنهم كاذبين علانية، فيكتفون بكلمة بسيطة يكون معناها غالبا (عذر أقبح من ذنب)، وان من كنت مقصرا معهم طولا تلك الفترات لم يعودوا يكترثوا  لهم أصلا، واو لتواصلهم او لرؤيتهم.

ألم يفكر أصحاب ال"مئة شغلة" مرة واحدة، انه قد يسألهم احد المستمعين لهم، عن تلك "المئة شغلة" ، كأن يقول له مثلا (ما هي تلك المئة شغلة التي غبت بسببها شهورا أو سنوات). او ألم يفكروا أيضا بأن يسالهم المستمع لهم (لماذا لم أكن من "المئة شغلة" التي شغلتك طوال تلك السنوات والشهور

ولو سألنا أصحاب "المئة شغلة" هل كتبت تلك القائمة بتلك المهام المئة التي لم تنتهي من سنوات طويلة لتنجزها أولا بأول، بحيث تكون بعد غياب سنوات عن الاخرين الذين من واجبك أن تتواصل معهم، قد أصبحت تسعين شغلة او خمسين او تكون صفر شغلة.

أقول لكل أولئك الذي يسوفون ويأجلون ويتعذرون "بالمئة شغلة"، لقد أصبحتم عاراً على الرقم "مئة"، ولقد ملّ منكم، لأنكم تعلقون عليه فشلكم وضعفكم وتسويفكم وعشواءيكم. فعليكم اليوم أن تحددوا أولوياتكم ومهامكم وكتابتها وتنفيذها بحسب الضروري وغير الضروري والعاجل وغير العاجل والمهم والأهم، بحيث لو راجعتم انجازاتكم ومهامكم كل أسبوع أو شهر تجدون شيئا يمكن أن تطلقوا عليه انجازاً.
إن التسويف الذي تتبعه هذه الفئة من الناس  بكل شيء في الحياة لن يبقى طويلا غطاء لهم من الظهور على حقيقتهم. وعليهم الآن أن يباشروا بتغيير أنفسهم بحيث يخرجوا إلى الواقع، بتحديد الأولويات وتقليل الاعذار، فمن لا تريد لقائه او التواصل مع، لا تعتذر او تبحث عن غطاء لعدم التواصل، فأحيانا عدم التبرير جواب كافي وشافي لكل شيء.

دمتم بخير

عادات الزواج التي ارهقتنا




بقلم ناجح ناجي حسن


قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  (الحجرات 13)

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم 21)

الزواج في الأردن هو شيء خيالي وصعب ومكلف. انها الجملة الأولى التي يرددها أي شاب او عائلته عند التفكير في الزواج ليكمل نصف دينه كما نقول دوما. لكن لأسف هذه الامر خرج من بوتقة الزواج لأجل الزواج ليتحول إلى الزواج لأجل المنظرة والتكاليف والبذخ. حيث ارتبط الزواد بعادات عفا عليها الزمن وأكل، فلا نحن بقينا على عاداتنا السابقة كلها ولا نحن انتقلنا للعادات الحديثة في الزواج، بل أصبحنا كذلك الطير الذي أراد ان يقلد مشية الحمامة، فلا أتقنها ولا استطاع أن يعود لمشيته التي تربى عليها.
في الأردن، أظهرت مؤشرات صادرة عن دائرة قاضي القضاة، انخفاضا في معدل حالات الزواج للعام الماضي إلى 77700 حالة بنسبة وصلت إلى 7.7 بالمائة من عدد السكان، مقارنة مع العام 2016 الذي شهد 81343 حالة زواج.

ولست بصدد الحديث عن تلك العادات التي أصبحت عبئا ماليا وعائليا على الشاب قبل الفتاه، حيث ان الزواج في الذهنية الأردنية يرتبط بتحمل الشاب كافة المصاريف التي المالية التي تفكر بها تلك الفتاة التي تَعرف اليها حديثا بحكم أن العادات تفرض على الشاب كل ذلك.

لن اتحدث عن فنجان القهوة الذي تأتي الفتاة لتقديمه وهي خجلة من امام أهلها، علما انها في اغلب الأوقات تعرف الشاب جيدا سواء بالعمل او الجامعة او غيره. والتي لا اعلم لها  أصلا ولا جذر عاداتنا.

ولن اتحدث عن تلك المطالب المالية التي تطلبها الفتاة وأهلها للزواج لان كل اخواتها تم كتابة هذا المهر لهن من ذهب ومؤخر واثاث وغيره، او كي تضمن عدم زواجه بأخرى او الطلاق المبكر (المنتشر كثيرا) عبر تسجيل مؤخر مرتفع وكأن الرجال لن يجدوا أسلوبا آخر للطلاق او الزواج بأخرى أذا رغبوا.
ولن اتحدث عن ذلك الازعاج عبر إطلاق النار او الألعاب النارية او تلك السماعات في يوم العرس والتي لا تترك مريضا لراحته او طالبا لدراسته او صغيرا لنومه. والتي أيضا لها تكلفة مادية عالية.

ولن اتحدث عن مظاهر الصالات وما يرافقها من تعب ومشقة على الكثيرين من اهل الزوج والزوجة من الضيوف، فقط لأنها او لأنه يرغب في الزواج في صالة، والتي غالبا ما تكون مرتفعة التكاليف، ليكون الزواج له البهجة والسرور على حد زعمها (غالبا) او زعمه (نادرا).
ولن اتحدث عن عن ذلك اللبالس الذي يرافق حفلات الزواج والتي لا أصل لها ولا جذر في تاريخنا والتي كما قلت قلدنا بها غيرنا تقليدا اعمى، فارتبط الزواج والافراح بمظاهر لباس لا يليق بنا أصلا.

ولن اتحدث عن تلك الفاردة التي كما أسلفنا تعمل على ازعاج الكثير من الناس بلا داعي ولا هدف، والتي أيضا رأينا بعيننا كيف تسببت بالكثير من الحوادث التي أفجعت الكثير من العائلات، وتسببت أيضا بازمات السير الخانقة خاصة يوم الجمعة.

ولن أتحدث عن اشتراط العديد من العائلات بأن يترأس الجاهة – وفقا للعادات والتقاليد - شخصية معروفة في المجتمع ما يتطلب دعوة عدد كبير من الرجال، وبالتالي تكون الحاجة احيانا إلى استئجار قاعة تتسع لذلك العدد لتتجاوز تكلفة الجاهة وحدها، وقبل حفلتي الخطوبة والزواج (علما ان دواوين العشائر قللت من موضوع استئجار القاعات).

ولن اتحدث عن  التركيز على الكماليات التي أصبح العديدمن الناس يعتبرونها أساسية، ولم تعد تقبل الفتاة الزواج قبل تجهيز المنزل من الكماليات ورفض تأجيلها، حتى يتحسن وضع الزوج المثقل بالديون أصلا، وهنا لا نرغب بالتحدث عن المشابهة بين البنات خاصة فيما يخص صالة العرس وكمية الذهب والفساتين الغالية وتوافر الأجهزة الكهربائية الحديثة، واسبوع العسل، والاشتراط بان يكون البيت خاصة مستقل (حيث ان البيت المستقل ليس سهلا شراءه او استئجاره او بنائه)، حتى وصلت ببعض البنات أن تطلب من الزوج ان يسكن بالقرب من بيت أهلها بعيدا عن اهله

لكن  سأتحدث عن امر واحد فقط لا غير، وهو المودة والرحمة بين الزوجين والعائلتين، فلم أذكر يوما انه تم الحديث عنها. ومن أين سيأتي الوقت للتفكير بالمودة والرحمة والنظرة للزواج على انه مصاريف يجب أن ينفقها الشاب على الفتاة ليظهر أنه يحبها.
ومن أين ستأتي المودة والرحمة واهل الفتاة يغالون بالمهور ناسين او متناسين ( أقلهن مهورا أكثرهن بركة). وانا شخصيا استنتج من هذا الحديث انه من ارتفعت مهورهن فهن قليلات البركة.

ومن اين ستاتي المودة والرحمة والبركة والشاب يبحث عن راتب الفتاة الموظفة أو التخصص الجامعي المناسب او الجمال فقط ناسيا قوله () (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).

ومن أين ستاتي المودة والطمانينة ونحن نتناسى او ننسى (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

لقد راينا من المشاهير العالميين والشهيرات العالميات في الغرب أن زواجهم كان بلا أي صوت او خبر او اعلان، فلماذا لا نقلد هؤلاء ونحن نقلد لباسهم ولباسهن، ووكلامهم وكلامهن، وتسريحتهن وحلاقتهم، وهنا يأتي التقليد الاعمى، فنحن نقتبس السيء منهم ونبتعد عن الجيد

في مقالة حول العزوف عن الزواج في الأردن، يذكر الكاتب ان أبرز أسباب العزوف عن الزواج العاملان الاقتصادي والاجتماعي، وهيمنة الثقافة الفردية على الثقافة الاجتماعية، والخوف من تبعات الزواج، وعدم الرغبة بتحمل المسؤولية. وان نسبة غير المتزوجين في الأردن وصلت إلى 45 بالمائة.

وأيضا يقول كاتب  اخر أن  تكاليف الزواج تغلق باب النكاح وتفتح الباب على مصراعيه للفساد"، وبينما يلجأ الشباب من ذوي الدخل المحدود للديون استكمالا لمتطلبات الزواج، يعزف آخرون عن الزواج كردة فعل على مشاهداتهم لنماذج من أصدقائهم المتزوجين ممن أمضوا سنوات في سداد الديون المترتبة عليهم جراء مظاهر احتفالية تليق بالمستوى الإجتماعي للعائلتين، وتظهرهما بالصورة اللائقة أمام المجتمع بحيث يكون ضحيتها في الغالب الشاب المقبل على الزواج.

في إحصائية قديمة نسيبا عام 2005،  تذكر أن متوسط عمر العزوبية وقت الزواج ارتفع بصورة ملموسة للذكور والإناث على حد سواء، فبينما كان متوسط عمر العزوبية وقت الزواج للذكور 26 عاماً في عام 1979 ارتفع في 2002 ثلاث سنوات ليصل إلى 29 عامأما متوسط عمر العزوبية بالنسبة للإناث ارتفع بمعدل 6 سنوات حيث كان متوسط عمر العزوبية وقت الزواج في عام 1979 (21 عاماً)، ووصل في عام 2002 إلى27 عاماً.

أخيرا لن ننظر للنصف الفارغ من الكأس، فهناك الكثير ممن يبتعدون عن تلك الكماليات والتكاليف متوكلين على الله، حيث يوفرون الستر لأبنائهم وبناتهم، قبل ان يفكروا بتوفير الكماليات والحفلات وغيرها مما لا أصل له ولا جذر الا في عادات دخلت علينا لتصبح قانونا يحكمنا.


نظرة إلى موقع لينكد ان .. للباحثين عن العمل


بقلم ناجح ناجي حسن


منذ ان بدأ انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي اشهرها موقع فيس بوك وتويتر، بدأ الإدمان والمتابعة الشديدة لها من الجمهور العالني بشكل منقطع النظير، وبحسب قوانين التسويق وبناء البراند المتعارف عليها، فان من يبدا بفكرة جديدة فهو ينال الشهرة لفترة طويلة وقد تكون بشكل دائم. حيث ان البعض حلايا لا يعرف من تلك المواقع سوى فيسبوك وتويتر وانستاغرام التي اشترته فيس بوك مؤخرا. ولان الهاجس الشبابي (وهوالاكثر تصفحا لمواقع التواصل الاجتماعي) اليوم هو البحث عن العمل فقد اصبح الفيس بوك احد طرق البحث عن العمل من خلال ما يتم عرضه من وظائف عليه.

لكن لم ينتبه الكثير من الشباب الى موقع اكثر قيمة  واهمية من الفيس بوك (واقدم منه أيضا)، لهم بما يخص تسويق الذات والبحث عن العمل، بل لقد زاد الامر بأن اصبح العمل يبحث عنك اذا اتقنت ذلك الموقع الذي يجلس بعيدا هنا واسمها لينكد ان .

 تأسس لينكد ان  عام 2002  وبدأ التشغيل الفعلي في و  2003 يستخدم الموقع أساسًا كشبكة تواصل مهنية. في يونيو 2012 بلغ عدد المسجلين في الموقع أكثر من 176 مليون عضو من أكثر من 200 دولة. الهدف من الموقع هو أنه يتيح للمشتركين الاحتفاظ بقائمة تواصل مع الأشخاص الذين لهم بهم علاقة ما، تسمى "العلاقات أو الاتصالات Connections". المستخدمين يستطيعون دعوة أي شخص (سواءً كان عضوًا في الموقع أم لا) ليصبح في قائمة الاتصالات.
منذ البدء باستخدامي للموقع وجدت انه يتيح لي فرص عدد من المقابلات والفرض المهنية علاية المستوى مقارنة بما يحققه فيس بوك او تويتر، لكن للأسف العديد من الشباب لا يعرف عن الموقع شيئا، او قد يعرفون اسمه فقط.

يتيح الموقع للمستخدمين إضافة اليرة الذاتية لهم بطريق آلية انيقة تضمن لهم الإجابة عن استفسارات أصحاب العمل انفسهم، كما يتيح لك نشر روابط ل مقالات التخصص التي ترغب بمشاركتها مع المتصلين او منشوراتك،  والتي تعطي بشكل ما مؤشرا لنشاطك في تخصصك الدراسي او خبراتك او مؤهلاتك او افكارك، والتي قد لا يهتم بها الكثير من المتابعين او الأصدقاء على الفيسبوك اوتويتر او انستاغرام بها.

تعلم العمل على الموقع  ليس أصعب من تعلم أي موقع تواصل اجتماعي آخر، مع وجود بعض الإختلافات. ولأنه مصمم للمهنيين، و ينصح العمل بعقلية جدية عند انشاء صفحتك الشخصية وإضافة التحديثات والبحث عن مقدمات للمراسلات الجدد. فهو ليس لمشاركة تعليقات للتسلية بشكل مطلق.

ننصح الشباب الباحثين عن العمل اليوم بتحميل تطبيق لينكد ان LinkedIn والبدء بتعلم أساليب استخدامه عبر الفيديوهات والمقالات المكتوبة عنه بكثرة، كما ننصح بمنح هذا الموقع بعض الوقت الذي نهدره على الفيس بوك وتويتر وغيرها بحيث يكون احد أسباب تسويق الذات للعمل او الحصول على وظيفة، فشركات التوظيف أيضا تتابع الموقع بشكل دائم عبر حسابات موثقه فيه، حيث يتم حشد من يتم اختيارهم في مقابلات العمل من هذه الموقع تحديدا. 

لمتابعتي عبر لينكد ان هنا 

مقالة حول لينكد ان على موقع عالم التقنية

فيديو حول عمل الموقع