بلدة البويضة .. مشاكل وتحديات .. ألم وأمل

بقلم ناجح ناجي حسن (رأي خاص)

بلدة البويضة هي احد قرى ومناطق محافظة اربد وتتبع اداريا للواء الرمثا، تقع على الحد الفاصل بين اربد والمفرق وتعد نقطة متوسطة في الطريق الواصل بين محافظة اربد ومحافظة المفرق، يحدها من الشرق منطقة حوشا ومن الغرب لواء الرمثا، وتقع على مسافة قريبة من مدينة الحسن الصناعية. لا يوجد اي احصائات متوفرة لدي حلو اعداد سكانالبلدة لكنها تتجاوز العشرة الاف نسمة.

الترتيب الاداري

كانت البلدة في ما مضى تتبع للواء الرمثا عبر بلدة البويضة الا انه وفي عام 2000 او حوله تم ضمها كمنطقة تابعة لها ضمن الفئة الثالثة، وحديثا تم رفع تصميف بلدة البويضة من الفئة الثالثة الى الفئة الاولى والذي اثر سلبا اقتصاديا على ابناء البلدة كافة من رفع للرسوم على كافة معاملات البلدية والترخيص للمحلات وفواتير الكهرباء ايضا.

ألم البلدة وسكانها

تعاني بلدة البويضة من الكثير من المشاكل التي تحد من تنميتها وتطويرها ، فالبلدة تعاني بنية تحتية سيئة تتمثل بالطرق المتكسرة وكثرة المطبات في الشوار الداخلية والشارع الرئيسي وهي مطبات لا تمس للمعايير بأي شكل من الاشكال. كما يعاني السكان وانا منهم من قلة التردد من جمع القمامة سواء وهي فئة ثالثة او فئة اولى، وعدم وجود ممرات مشاة واضحة وكما انها لم يتم تأسيس الاشارة المروريةالا حديثا خلال شهر ديسمر 2019.

وتعاني مدارس البلدة من الاكتضاض في عدد الطلاب في القاعة الواحدة مما اثر سلبا على العملية التعليمية في ككل في البلدة.

اما في مجال الاستثمار فلا يوجد اي استثمار فيها لاسباب كثيرة لا مجال لذكرها، وايضا لا يوجد اي توظيف فعلي لابناء البلدة في المشاريع القريبة من البلدة في مدينة الحسن الصناعية او مصنع البيبسي الذين لا يبعدان كثيرا عنها، ضمن المسؤولية المجتمعية للشركات.

في المجال الصحي فالبلدة فيها مركز صحي اولي لا يلبي كافة الاحتياجات لها، والذي نطمح يوما ان يكون مركز شاملا يضم سيارة اسعاف على الاقل حيث ان المركز يخدم المناطق القريبة من البلدة ايضا.

وفي قطاع الشباب، وللأسف فشباب البلدة من الذكور والاناث يعانون من بطالة عالية ومما اثر على مجتمع البلدة بأكمله، ومن المعلوم ان الفقر والبطالة احد الاسباب في انتشار السلوكيات السيئة في المجتمع ولا يخفى على احد اثر الفراغ الفكري في الانحراف، فبلدة البويضة تعاني من انتشار كبير لافة المخدرات بين شبابها. ومن النقاط الاخرى التي تختص بالشباب عدم وجود نادي رياضي لاستغلال المواهب واظهارها، كما انه يوجد في البلدة مركز للشباب غير فعال لاسباب كثيرة لا مجال للحديث عنها وبذكرها.

ولكن ليست مشاكل بلدة البويضة تأتي من الخارج بل الكثير منها يأتي منا انفسنا، فقلة متابعة اولاياء الامور لأبنائهم هي احد مشاكل البلدة والتي تؤثر على جيل قادم بأكمله، كما أن عدم مطالبة اهالي البلدة بحقوقهم أثّر على خدمات البلدة، كما ان العادات الاجتماعية مثل الزواج المبكر او عدم ارسال الاطفال للمدارس لاسبابا كثيرة أثر على العائلة بشكل كبير. واخيرا لا يوجد لسيدات وشابات بلدة البويضة أي تجمع لهن للقيام بعمل اي انشطة او محاضرات او دروات تدريبية خاص بهن.

ولن نستمر في ذكر مشاكل البلدة الكثيرة، حيث ان بعد البلدة مسافة تقارب 15 كم عن لواء الرمثا وبعدها عن المحافظة ما يقارب 20 كم ، اثر على خدماتها بشكل كامل والتي نكاد لا نراها ابدا.

الامل يخرج من الالم

مما تم ذكره سابقا وأكثر منه، ولان الجلد لا يحكه الا ظفر صاحبه، فقد قام عدد من الشباب المبادرين في بلدة البويضة بـتأسيس وتفعيل مبادرة طيبة لحصر وتحديد مشاكل بلدة البويضة والمضي قدما في حل تلك المشاكل او التخفيف منها، حيث اطلقنا على تلك المبادرة (يدا بيد .. لنبني البلد) ضمن توطين المبادرات في وزارة الشباب والتي نهدف منها  لدراسة واقع مشاكل بلدة البويضة بكل تفاصيلها ثم وضع رؤية واضحة لبلدوة البويضة ومن ثم وضح الحلول للمشاكل بعد تصنيفها ضمن خطة SWAT ووضع الاولويات الانسب، للبدء بحلها بالتشارك مع كافة الجهات الحكومية وعبر العلاقات الشخصية، وبمشاركة كافة ابناء البلدة ممن يرغبون برفع مستواها للافضل، و لمن يرغب بالمشاركة في هذه المبادرة الطيبة.

وللاسف فان مبادرة يدا بيد لاقت عددا من اللصعوبات وفي الشهر الاول لتأسيسها حيث تأسس شهر 11 – 2019 ، لكننا وبسبب ايماننا الراسخ بأن المصاعب والمشكلات والتحديات والمتاعب ستظهر عاجلا ام آجلا فقد قمنا باستيعاب كل تلك المشاكل وتحويلها لفرص ومنح ذات فائدة. ولأجل هذا واكثر تم اطلاق هاشتاغ #البويضة2020 ليكون بداية تغيير وحل لمشاكل البلدة ان شا الله.

في المقالة القادمة ان شا الله سوف نقوم بالحديث ببعض التفصيل عن مشاكل بلدة البويضة وبعض الحلول المقترحة لحلها