القراءة حياة

مكتبة جامعة كامبريدج تنشر هذه الصورة على صفحتها على الفيسبوك و تقول : 

We don't really mind how you read our books in the University Library (as long as you look after them!) We just want you to read them.

ما يعني : نحن لا نهتم حقاً بكيفية قراءتك للكتب في المكتبة " طالما أنت تهتم بهم " ، نحن فقط نريدك أن تقرأهم. 

أستغرب عندما أرى طالباً جامعياً تمرّ عليه سنوات الجامعة و ربما لم يستعِر كتاباً واحداً من المكتبة ، أو ربما لم يدخلها لغير الامتحانات ، ناهيك عن داخلها لأجل الإيواء من البرد في الشتاء و الحرارة في الصيف .. أستغرب من طالبٍ لم يجلس في المكتبة ليومٍ كامل مثلاً يقلّب كتبها و يتعرف على أقسامها و ترتيب رفوفها ، كيف لك أن تمر بك السنوات و ما قرأت كتاباً في الأدب ؟ أو مررت على رفوف التزكية و تنقية النفس ؟ أو جالت بك الأقدار يوماً لتجد نفسك بين رفوف كتب علم الرجال فتقرأ وصفاً عظيماً من الإمام الذهبي لأحد الأئمة السابقين أو كتاباً من التفسير فتجد التأويلات النافعة و النصائح الرافعة ؟ ، قل لي بربّك كيف هانت عليك نفسُك و لم تطلب كتاباً من كتب المجموعات الخاصة التي ربما آخر شخصٍ طلبها قبلك كان قبل سنوات عجاف مررن قبلك ؟ ، كيف استطعت أن تمرّ عليك السنوات و لم تشتمّ رائحة الورق التي خُط فيها دموع الحنين و دماء التضحية و عرق الشقاء 

لكَم أردت أن أشرح لكل من أراه حولي كم يجب أن يجلس في المكتبة و أن يعانق كتبها ، و إن ضاقت به الأرض يوماً بأن يحاول أن يسند رأسه على كتبها ، فوالله فيها كتفٌ لا يخون أبداً .. 

المكتبة ليست للرفاهية و لا للذين لا يجدون مكاناً مُريحاً في منازلهم ، بل هي للمكافحين الذين كلما يئسوا رفعوا رؤوسهم و رأوا كتب العظماء من قبلهم فصبروا و استمروا .. 

ثقافة المكتبة ثقافة عظيمة لن نجد طعم التغيير و النهضة بدون تذوقها