المشاركات الرقمية في المجتمع الاردني

المشاركات الرقمية في المجتمع الاردني

ناجح ناجي حسن

مركز مكاني البويضة

تعد المشاركات الرقمية خلال انتشار فيروس كورونا في العالم احد اهم اسباب انتشار مصطلح "الاجتماع عن بعد" والذي يتم بشكل عام باستخدام تطبيقات وبرمجيات المكالمات عبر الصوت والفيديو والتي كان أبرز تلك البرامج والتطبيقات والمواقع، هي تطبيق zoom ومايكروسوفت تيمز و google classroom وغيرها الكثير من البرامج والتطبيقات التي كان غير معروفة وأصبحت الآن أكثر شهرة من أي شيء آخر وبعضها ظهر حديثا تماشيا مع أزمة كورونا هذه العام 2020.

وعلى الرغم من فوائده الكثيرة والمتعددة مثل تعزيز التباعد الجسدي والاجتماعي وتعلم أفراد المجتمع لمهارات استخدام هذه البرامج والتطبيقات، وتوفير الكثير من المبالغ المالية والوقت والجهد اللازم للانتقال إلى مكان المحاضرة او التدريب او الدورة او الاجتماع أو اللقاء او المعسكر الخ، إلا انه ظهر الكثير من النقاط والملاحظات التي تؤثر على جودة استخدام هذه التقنية المهمة والمفيدة والتي يمكن عند اتقانها واستيعابها ومعرفة أهميتها الاستفادة منها بشكل كبير جدا بل يمكن أن تكون في حال تم الخروج بفكرة ابداعية منها، مصدرا لا يتوقف من الدخل على صاحب الفكرة ومن يستفيد منها.

أحد أهم المصاعب التي ظهرت عدم وعي الشخص بأهمية إتقان هذه البرامج ومتابعة المحاضرات حولها، بالضغط على رابط لتطبيق zoom أو مايكروسوفت تيمز يمكن اي شخص ان يكون ضمن محاضرة تبعد عنه مسافات قصرت ام بعدت مع توفير الجهد والمشقة عليه للانتقال من منزله الى مكان المحاضرة، وبالتالي توفير مبلغ من المال سواء أجور الانتقال بالنسبة للحضور، او اجور استئجار قاعة  أو الضيافة  أو التحضيرات الخ بالنسبة للمنظمين.

أيضاً عدم توافر الإنترنت  بشكل دائم بين أفراد المجتمع، فحزم الإنترنت عبر الهاتف (والتي يتم الاعتماد عليها بشكل كبير في الأردن) لمشاهدة المحاضرات، ليست كافية للعائلة خاصة ذات العدد الكبير، كما أن تطبيقات الفيديو تستهلك الكثير من كمية الحزم بسبب الجودة العالية للمشاهدة والمتابعة. وحيث ان الاشتراك عبر الانترنت باستخدام راوتر والذي يكون متاح فيه حزم عالية من الانترنت غير متاح للجميع في منازلهم لأسباب متعددة

بما يخص الأطفال، ليس الأب والأم دائما قادرين على تسليم الهاتف لأطفالهم لمتابعة الدروس او او المحاضرات، وفي بعض الاحيان يكون لدى الاطفال هاتف خاص بهم، ليقف في طريقهم عائق التدافع للحصول عليه من بعضهم البعض، سواء لمتابعة محاضرة أو للألعاب عبر الهاتف.

ايضا وحيث ان الطفل معتاد قبل جائحة كورونا على استخدام الهاتف للألعاب بشكل دائم، بالتالي يكون تركيزهم مشتت بين متابعة المحاضرة او الدرس او التوجه للعبة، وهنا يظهر إشكالية أخرى وهي تشغيل تطبيق محادثة الفيديو مع كتم الصوت والصورة، والانشغال بشيء آخر مثل العمل او اللعب او تطبيقات اخرى وحتى تصفح الفيس بوك. ويكون ذلك بسبب عدم الشهرة بأهمية ما يقوم به بسبب عدم الاعتياد على هذه التقنية.

اشكالية الحضور  والغياب  من المعلمين والأساتذة بالجامعات هي أمر آخر قد لا يتوقف على الإطلاق. فخلال دراستنا في الجامعة كان لدينا الكثير من الاساتذه أهم نقطة لديهم هي الحضور للقاعة في الوقت، دون ادنى اهتمام بتركيز الطالب او استيعابه أو تركيزه. حتى ان احد الاساتذة الذين لا أحبهم نهائيا كان يقوم بتسجيل الطالب غياب بعد دخوله حتى لو ان الطالب يكون جاء متأخرا ولو لدقيقة واحدة.

واليوم ومن خلال ملاحظاتي وجدت ان الاساتذة في عدد من الجامعات اهم ما لديهم ان يكون الطالب حاضرا "اون لاين" دون أدنى اهتمام بأن يكون الطالب منتبه أو مستمع للمحاضرات او الدروس. والكثير من الاساتذة الآن ومن خلال اطلاعي نجد انهم يتحدثون عن الحضور والغياب "اون لاين" أكثر من الدروس ويتحدثون عن الرسوب أحيانا. هذا الامر قد لا يتوقف لعام او عامين حتى يتم استيعاب الفكرة من محادثات الفيديو والهدف منها سواء من المرسل او المستقبل.

وهناك الكثير والكثير من الإشكاليات مثل الخوف من الاختراق والهكرز من تسجيل المحادثات أو تسجيلها، او اختراق المايكروفون او الكاميرات خلال وضع الصمت او اغلاق الكاميرا. وايضا عدم الاعتياد على الحديث من المشارك عبر اجتماعات الفيديو على عكس الاجتماع التقليدي والذي يعود لشخصية المشاركين والخصوصية والخجل والجرأة.

أخيراً، يمكن معالجة هذه المشاكل والتحديات والمصاعب عبر زيادة الوعي بفائدة استخدام هذه التطبيقات وطرق الاستخدام الآمنة والتوعية بفوائدها، وايضا التوعية بأضرارها ومخاطرها لتجنبها، وايضا من الافضل تأسيس تطبيق وطني يكون استخدامه رسميا في الأردن في كافة اجتماعات الفيديو الرسمية، وهنا تظهر أهمية قيام وزارة الاقتصاد الرقمي بالتعاون مع القطاع الخاص بتوفير هذا التطبيق او البرمجية المهمة. وتوفير حزم انترنت مجانية او اقل ثمنا لهذه التطبيقات دون غيرها. وايضا تعلم اساليب التدريب عبر الفيديو من الاساتذة في المدارس والجامعات و الكليات بحيث يتماشى مع هذه التقنية لتكون فعالة أكثر للمرسل والمستقبل.