تورط غولن في انقلاب 2016 الفاشل، ما الدليل


منذ بداية النهاية للانقلاب الفاشل في تركيا، تكاثرت التصريحات بمسؤولية حركة فتح الله غولن عن الحادث بشكل كبير، لدرجة ان الامريكان طلبوا اثباتا، ووعدتهم تركيا بذلك. مع ان رئيس الوزراء بن علي رد عليهم بالمناسب بقوله "اين ادلتكم عندما اخذتم الافغان الى غوانتاناموا"، مما اسكت الادارة الامريكية بعدها. وتتالت التصريحات التي أظهرت ان الكثير من الغرب والعرب المسلمين مثل فرنسا ومصر والاعلام في الامارات مثل قناة سكاي العربية، التي خرج الكثير من محللي تلك الدول والقنوات  يتحدثون عن اسباب فشل الانقلاب، وكانه امر واقع لا مؤامرة، ثم تتالت التصريحات بأن محمد دحلان المقيم بالامارات هو المخطط الاول والرئيسي من الخارج، طبعا بوجود المدير المباشر للانقلاب، والذي اسمه بالبداية ظهر كمدير أول للانقلاب محرم كوساه، ثم ظهر اسم قائد ذورتبة اعلى اسمه آكين أوزتورك 


نعود الى حركة فتح الله غولن، صدر مقال تمت ترجمته من موقع عربي 21، نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، للكاتب التركي مصطفى أيكول، مؤلف كتاب "إسلام دون تطرف". 

حيث  إن المحاولة الدموية الفاشلة في تركيا ركزت انتباه العالم على الجماعة التي اتهمها الرئيس رجب طيب أردوغان بالتورط في العملية، وهي الجماعة التي يقودها فتح الله غولن، رجل الدين التركي، الذي يعيش في منفى اختياري في ولاية بنسلفانيا، منذ نهاية العقد الأخير من القرن العشرين. مع أن غولن ينفي الاتهامات بشدة، ويرى البعض في الغرب أن هذه الاتهامات إحدى نظريات المؤامرة الغريبة التي يؤمن بها أردوغان، لكنها ليست مجرد دعاية، وهناك عدد من الأسباب الوجيهة التي تدعو إلى الاعتقاد بأن الاتهامات صحيحة".

وايضا، فإن مجتمع غولن يدور حول شخصية واحدة: فتح الله غولن، ولا ينظر إليه أتباعه على أنه مجرد عالم دين، كما يدعون في العلن، لكن بصفته (المنتظر) كما قيل، فهو المهدي، النسخة الإسلامية للمخلص، الذي سينقذ العالم الإسلامي، وفي النهاية العالم كله، ويعتقد الكثير من أتباعه أن غولن يرى النبي محمد في مناماته، ويتلقى منه الأوامر". "إلى جانب سلطته المطلقة، فإن هناك ميزة رئيسية في حركته، وهي التسلسل الهرمي في التوجه؛ فالأئمة في القمة يصدرون الأوامر للأئمة في المرتبة الثانية، الذين يقومون بدورهم بإصدار الأوامر للأئمة في المرتبة الثالثة، وهكذا إلى أن تصل إلى القاعدة الشعبية".

ومما يتتحدث به  الكاتب، انه حلول عام 2012، تم قمع الحرس العلماني القديم، وبقي الغولينيون وحزب العدالة في السلطة لإدارة تركيا وحدهم، ولم يمض سوى أقل من عامين قبل أن تطور الجماعتان الإسلاميتان حالة من عدم الثقة والعداء، ووصل التوتر إلى ذروته في كانون الأول/ ديسمبر 2013، عندما قام ضباط الشرطة والمدعون العامون من حركة غولن باعتقال عشرات من مسؤولي الحكومة في تهم فساد، على أمل الإطاحة بأردوغان، الذي شجب التحقيق، ووصفه بـ (المحاولة الانقلابية)، وبدا كلامه في ذلك الوقت كأنه مبالغة تهدف إلى خدمة مصالح ذاتية".

يتابع الكاتب: "المؤامرة الدموية في 15 تموز/ يوليو كانت أكثر تدميرا من أي شيء شاهدته تركيا في السنوات الأخيرة، وجاءت المؤامرة بشكل بارز في الوقت الذي كان يحضر فيه أردوغان لعملية تطهير واسعة لجماعة غولن في الجيش، وكشف رئيس هيئة الأركان، الذي عارض الانقلاب، عن أن الضباط المتمردين هم من أتباع غولن، بل إن أحد المتآمرين اعترف بأنه كان يتصرف بناء على أوامر من حركة غولن". 

اما كيف دخل رجال حركة غولن في الجيشن فيقول الكاتب:

(وقبل ذلك لنعرف اكثر من هو عبدالله غولن نرجو الاطلاع على مقالة في جريدة الشرق الاوسط في ملف كامل عن تركيا باسم من اتارتورك الى اردوغان، والمقالة باسم فتح الله غولن .. الرجل الذي يحبه أتراك... ويخافه أتراك)
"عندما وصل أردوغان وحزبه الإسلامي، العدالة والتنمية، أو (إي كي بي) إلى السلطة عام 2002، وشعر بالتهديد من العلمانيين المتطرفين، الذين يسيطرون على الجيش منذ أيام مؤسس الدولة التركية الحديثة كمال أتاتورك، ومن هنا، فإن أردوغان عدّ الكادر الغوليني الموجود في مؤسسات الدولة رصيدا أدى إلى ولادة تحالف، وقامت حكومة أردوغان، مدعومة من ضباط الشرطة، والمدعين العامين، والقضاة الذين ينتمون إلى جماعة غولن، بملاحقة العلمانيين، وبدءا من عام 2007 تم اعتقال مئات الضباط العلمانيين وحلفائهم المدنيين".  و "رغم أن الملاحقة كانت تجري بناء على أجندة أردوغان السياسية، إلا أن جماعة غولن كانوا أشد شراسة من حزب العدالة والتنمية، وما أثار القلق هو أن بعض الأدلة التي قدمت تبين أنه تم المبالغة بها، وعندما قام صحافيان علمانيان وقائد شرطة بالكشف عن الأدلة الزائفة، ولاموا (جيش الإمام) سجنوا سريعا بناء على اتهامات مزورة، وقلت مرة لصديقي الغوليني، الذي خاب أمله: كيف تبررون استخدام الأدلة الزائفة وتحميل الأبرياء المسؤولية؟ فأجاب قائلا: (لأن هدفهم عظيم)، في إشارة إلى خطتهم القيامية العالمية (فهم يعتقدون أن هذا مبرر)" . و اتضح تدريجيا أن الغولينيين كانوا متحمسين في محاكماتهم للعلمانيين؛ لأنهم كانوا يريدون الجلوس في مقاعدهم، وهناك الكثير من الضباط الذين شاركوا في المحاولة الانقلابية الفاشلة، رفعوا بسبب عمليات التطهير في الجيش عام 2009، التي كان من المفترض أن تحمي أردوغان من الانقلاب".


رابط المقالة على موقع عربي 21 هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق