مبادرة خمسة دنانير كل شهر


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

مبادرة خمسة دنانير كل شهر هي مبادرة اطلقها بعض الشباب بشكل فردي كنشاط شهري بحيث يقوم كل منهم بالتبرع من راتبه الشهري عند استلامه بخمسة دنانير في أي مجال يرغب به بنية الصدقة والمساعدة والتعاون والمشاركة المجتمعية والتطوع ودفع البلاء عن النفس وتزكية المال وإحلالا البركة في الراتب الذي نتقاضاه شهريا، وقد رأينا من الفوائد العظيمة والجميلة التي حلت علينا، فقررت ان اكتب هذه الكلمات لتصل للجميع لعله يكون هناك من يكون معنا في هذا المر، فيكون الخير والاجر للجميع بإذن الله.

البداية

كان الامر من خلال النقاش حول مساعدة بعض الأشخاص بمبلغ بسيط من اشخاص كثيرين في المجتمع من أجل إحداث فرق بسيط في المجتمع ولو كان هذا الفرق بمقدار خمسة دنانير، وبعد ذلك وجدنا بعض الأمور الطيبة والرائعة على النفس والعمل والدراسة والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.


فالصدقة بالسر والمساعدة والعَطاء من اعظم الأمور التي يفعلها الانسان، وإن كان مبلغا بسيطاً فهو أحيانا يكون مفيدا للبعض ممن لا يجدون لقمة خبز او طعام او ممن لا يجد اجرة الطريق للجامعة او للمدرسة او للعمل، او لا يجد ثمن الدواء لطفله او الحليب للطفل الرضيع، او ثمن الماء او لدفع فاتورة الكهرباء او لشراء قرطاسية مدرسية كالأقلام ا الدفاتر، او لأخذ مصروف صباحي للمدرسة او لغيره من الأمور التي نظنها عادية ومتوفرة، بينما هي عند البعض من الفقراء صعبة المنال.

ولتبسيط الامر على البعض، فكل من يعمل يستلم في نهاية كل شهر مبلغا من المال للقيام من خلال على الانفاق على أمور حياته، ومن ملاحظتي فالكل يشتكي من نقص المال وقلة المال وعدم كفاية الراتب لاسباب كثيرة، كغلاء المعيشة وبسبب الكماليات والرفاهية التي أصبحت عند البعض ضرورة لا انفكاك عنها مثل الرحلات والهواتف والانترنت وجلسات المقاهي والولائم التي يتم رمي معظمها في لكثرة الطعام، او لحفلات الاعراس والصالات وما يرافقها من العاب نارية او شراء العاب للأطفال او بسبب الاقساط التي تثقل كاهل الراتب وصاحبه. وأيضا للأسف بسبب محاولة التباهي بالمظاهر أحيانا.

ولا نعيب على احد هذا كله، ولكن ماذا لو قام كل شخص باقتطاع مبلغ خمسة دنانير من هذا الراتب، حيث أنها لن تؤثر عليه بأي شكل من الاشكال فهي لن تغنيه ولن تُفقره، بل سيكون هناك من الفائدة على الشخص بشكل كبير سنذكرها بعد قليل. وهذه الدنانيرالخمسة يضعها الشخص في يد من يحتاجه بالسر، سواء كان فقيرا او طالبا او محتاجا او طفلا يتيما او طعاما لفقراء. ولعل القارئ ظن ان الهدف جمع المبلغ في يد شخص ما وتوزيعها، فليس هذا المقصود، بل الهدف ان يكون هذا المبلغ من يدك إلى يد شخص تعرف حاجته،. حيث أنه أحيانا وللأسف هناك من لا يحتاج ولديه المال والقدرة المالية، ولكنه يأخذ من أموال الفقراء غير ناظر إلى الذنب الشنيع الذي يرتكبه.

وقد يقول قائل وماذا ستفعل الخمسة دنانير لفقير او محتاج. والجواب بعمليه حسابية بسيطة، فلو كان في الأردن مليون شخص يأخذون رواتب شهرية بعيدا عن مقدارها، فإن مبلغ خمسة مليون دينار سيكون لها أثرها الكبير على المجتمع، وسوف تساعد على حل الكثير من المشاكل للمحتاجين والفقراء.

الفائدة المجتعية

إن الدنانير الخمسة مبلغ صغير لكنها مع العدد الكبير الذي يمكن ان يطبقها قد تكون ذات حلول وابعاد كبر منه:
1.    زيادة الحركة السوقية في المجتمع، فكما قلنا فأن مليون عائلة مشاركة في المبادرة تعني خمسة مليون دينار، بالتالي تعطي السوق حركة مالية من يستهلكون بضائع بسيطة
2.    تولد الشعور عند الفقير بأن هناك من يتذكره ويرغب بالتشارك معه بالقليل
3.    ان الفقير لن يكون المصدر من المال له خمسة دنانير فقط بل قد يكون اكثر من ذلك لانه بالتأكيد سيأتيه من أكثر من شخص
4.    حل مشكلة نقص الدواء او الخبز او الطعام او وقود التدفئة او المصروف للأطفال دون اضطرار الفقير والمحتاج لطرق الأبواب الرسمية او الخاصة او التسول أحيانا

الفائدة على المتبرع

ان الفائدة على المتبرعين بالدنانير الخمسة كبيرة جدا بعضها يعلمها الجميع وبعضها لا ندركها أحيانا، نذكر بعض تلك الفوائد لعلها تكون دافعا ومحفزا للعطاء والانخراط في هذه المبادرة:
1.    ان الدنانير الخمسة ستكون بإذن الله سببا من أسباب البركة في راتبك وقد لمسا هذا الشيء من خلال تجربتنا
2.    الصدفة تدفع البلاء وفيها شفاء (داووا مرضاكم بالصدقات)
3.    ستكون ضمن فريق لا تعرف افراده لكنكم تعملون سوية بشيء بسيط قد يساعد لاحقا بشكل كبير
4.    السعادة والراحة النفسية والداخلية للإنسان بعد الصدقة هي راحة لا توصف ولا يمكن أن تقدرها باي مال
5.    ستكون جزء من حلول مشكلة الفقر والبطالة في المجتمع
6.    سوف تساعد في حل كربة من كرب الناس حولك ممن يحتاجون للمساعدة، ولهذا اجر عظيم عند رب العالمين
7.    كل من يقلدك او تخبره بهذا الامر سيكون لك الاجر مثله تماما.
8.    ستكون انخرطت في العمل التطوعي بشكل فردي من أوسع ابوابه وقد يتطور الى شكل جماعي لاحقا
9.    في حال كانت الدنانير الخمسة يتم تقديمها عن طريق ابنك الصغير، فسيكون ذلك تعليما له وتشجيعا له بالمستقبل ليكون ذو عطاء.
10.                      سيجعل من التآلف المجتمعي في العائلة او الحي او القرية او البلدة كبيرا
كل هذا وأكثر مما لا يحضرني في هذه العجالة سيكون فيه الفائدة لك ولغيرك بإذن الله

أين اضع الدنانير الخمسة


·       في يد فقير
·       في يد محتاج
·       في يد من رواتبهم منخفضة جدا
·       في يد يتيم
·       في يد مريض لا يعمل
·       في يد من يبحث عن عمل ولا يجد اجرة الطريق
·       في يد طالب مدرسة لا يجد مصروفا
·       في يد طالب جامعي فقير او محتاج
·       في يد شخص موثوق يساعد الفقراء
·       في جمعية خيرية موثوقة
·       في مركز لتعليم القرآن
·       في مسجد
·       في مدرسة للفقراء
·       يمكن ان تكون بعض الطعام لعائلة فقيرة
·       يمكن ان تكون شراء دواء لشخص مريض
·       سداد جزء من ديون عائلة
·       يمكن ان تكون تصليح بعض الأدوات في منزل فقراء
·       قرطاسية مدرسية وقت المدارس
·       لباس لبعض لأحد أطفال عائلة فقيرة وقت العيد
·       ألعاب بسيطة للأطفال
·       بعض المأكولات اليومية التي يحبها الأطفال لعائلة فقير

ختاماً

ادعو الجميع للتجربة لشهر واحد وسوف يلاحظ الفرق بالتأكيد في حياته وفي البركة على راتبه وامواله وصحته إن شاء الله، وعنده ستكون الاستمرارية فيه. ولنتذكر دوما ان من فرّج عن انسان كربة في الدنيا، فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة


وجزاكم الله خيرا وكل من ساعد في نشر هذا الامر بين اقرانه












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق