التهنئة الالكترونية .. بين المؤيد والمعارض


بقلم ناجح ناجي حسن



مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، برزت عدة مستجدات على الساحة الاجتماعية والتي اثارت انتباهي منذ سنوات كما اثارت انتباه غيري من أبناء المجتمع، وهي التهنئة الالكترونية والتي انتشرت كثيرا سواء بالتهنئة في أعياد الميلاد، او التهنئة بعيد الفطر والاضحى او رأس السنة وغيرها الكثير من المناسبات. وقد حلت التهنئة الالكترونية اليوم لتكون أحد أسباب قلة التواصل الطبيعي المبنى على الاتصال الهاتفي الصوتي أو اللقاءات الشخصية بين الناس.

وإني منذ سنوات حاولت إلغاء هذه العادة من نفسي حيث كنت أحاول قدر الإمكان الاتصال مع من أرغب بتهنئته هاتفيا أو اللقاء الشخصي بهم، والذي يكون فيه تبادل التهاني الواضح والطبيعي بين الناس، والذي لمست فيه قوة العلاقات مع من أتصل بهم أو التقيهم أيضا بسبب كثرة التهاني بالرسائل المنسوخة والمكررة

فالكثير من الأشخاص يقوم في الأعياد مثلا بإرسال رسالة جماعية لكل الأرقام دون أن يعرف لمن أرسلها حتى، ليكون قد أدى واجبه في المعايدة، او ارسال رسالة تهنئة بعيد الميلاد لشخص من المفترض أن يلتقي بكل سهولة به. وأيضا الكثير من الأشخاص تصلهم مئات الرسائل للتهنئة او المعايدة، فلا يعرف من اين أتت ولا يقرأها أحيانا كثيرة. اوتصل الرسائل للمجموعات التي يشترك بها فلا طعم لها ولا اثر.

والسؤال هل إرسال رسالة لشخص من الواجب أن تتصل به أو تزوره يفي بالغرض المطلوب من التهنئة؟!؟!  والجواب يكون لكل شخص بحسب رايه وبحسب ظروفه.



على الجانب الاخر، فقد أتاحت التهنئة الالكترونية لمن هم بعيدون عنا جدا أن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلتقيهم أو نتصل بهم أو نحادثهم. فنكون معهم ولو برسالة واحدة على الأقل تواسيهم في غربتهم أو بعدهم او في مناطق تنقطع وسائل الاتصال الصوتية عنهم.

لقد أتاني هذه العنوان لأكتب هذه المقالة البسيطة والسريعة حين قام صديقي العزيز أبو راشد بنشر منشور جميل  ومختصر قال فيه:

المعايدة الالكترونية: انسياق وراء الحداثة يتجاوز روح الاعياد وصدق المشاعر، مع ام ضد؟


فكانت الردود الكثيرة والمتنوعة والتي اعجبتني فوددت أن اوثق هذه الالمر في مقالتي القصيرة هذه


في تعلق لخبير في علم الاجتماع حول التهنئة الالكترونية يقول (إن هذا النوع من المباركة لا يعوض نهائياً عن الزيارات وتبادل الأحاديث، ولا يخفي في الوقت ذاته أن التواصل الإلكتروني يطغى على العلاقات الاجتماعية في هذا الوقت وخاصة بين المغتربين عن وطنهم)

أما اختصاصي علم الاجتماع د. أسامة العماري، فله تعليق رائع اعجبني حيث يقول ونقتبس منه (أن المعايدة الحقيقية التقليدية في طريقها للاختفاء من حياتنا، فقد حلّت محلها التهنئات الإلكترونية ورسائل المناسبات الجماعية الباردة، التي تمثل حلولاً بديلة عن التحيات والزيارات المرتبطة بقيم وعادات العيد، ويلجأ البعض إلى إرسال تهنئة أو معايدة لإسقاط واجب لا أكثر، فيما لا يتكلف البعض بصياغة كلمات عيدية خاصة للمستلم، نظراً لانشغالهم وتشابك علاقاتهم بمحيطهم الاجتماعي، لذلك يتحججون بضيق الوقت وضغوط العمل والافتقار إلى التعبير، ويميلون إلى استنساخ المعايدات وإعادة تدويرها لمستلمين آخرين، مما يفقدها مصداقيتها وقيمتها الوجدانية.


لقد غيرت التقنية كثيرا في حياتنا وما زالت تفعل ولا نعلم ماذا سيتغير لاحقاً

24/8/2018 في ايام عيد الاضحى 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق