"إهمال الافكار" .. كارثة نجهلها



بقلم ناجح ناجي حسن
مهارات الحياة - مركز مكاني البويضة

في احد الافلام التي احبها كثيرا والذي يحمل اسم V او الثأر، يقول بطل الفيلم عندما حاول القضاء عليه احد رجال الامن الاشرار، وبعد اطلاق النار عليه بكثافة، وقد بدأ بنزع درع يحمي صدره وقد نزفت الدماء كثيرا، قال له
(تحت هذه الدرع لا يوجد لحم ودم، بل يوجد فكرة لا يمكن لشيء أن يقضي عليها).

الافكار وخاصة تلك التي تأتي لنا في لحظات مميزة، وتكون حل لمشكلة تخص مجتمع بأكمله، او تأتي من شخص يعاني من تلك المشكلة. تلك الافكار التي تأتي في خاطر اولئك الشباب في لحظات نادرة قلما تأتي، هي ما نتحدث في مقالنا هذا.

حيث وللأسف يتم اهمالها ونسيانها والمرور عليها سريعا  من صاحبها بكل بساطة، او ممن حوله من المجتمع، لاسباب كثيرة مثل قلة الموارد ومحدوديتها، وقلة العمل الذي يكون سببه قلة المال احيانا كثيرة، والذي يجعل الشخص يائساَ من التغيير. او يأتي لاهمال من المجتمع الذي يحارب الافكار الجديدة ويحاربها ويثبط من عزيمة اصحاب الافكار.

في مقطع صوتي جميل لاحد مدربي التنمية البشية والمهارات حيث يقول: (لدي وقت مخصص كل يوم اسمه وقت الافكار والابتكار، حيث اكتب في ملف خاص أي فكرة تخطر لي مهما كان مستواها او قبولها في نظر او نظر الاخرين) ، ويستكمل (وكل اسبوع يتم مراجعتها وفلترتها للوصول إلى الافضل منها وتطبيقها او دمجها او التعديل عليها، مع المحافظة على تلك الافكار الأخرى، التي قد يأتي وقت الاستفادة منها لاحقا).

يتحدث الكثيرمن الشباب دوما امامي حول العديد من الافكار والتي يتم الحديث عنها بهدف ابراز انه متحدث وقادر على الكلام والتفكير، دون مراجعة تلك الافكار اوالاهتمام بها او كتابتها اصلا. احد الخريجين الجدد يتحدث لي عن افكار رائعة تأتي في باله في لحظات الحديث، ثم في اليوم التالي يكون قد نسيها تماما. شاب آخر وهو خريج جديد ولم يجد عمل الى الان، يقول لي انه وخلال جلوسه في البيت بعد التخرج تأتي في ذهنه العديد والعديد من الافكار، وعند سؤالي له اكتب لي proposal او تقرير عن فكرة معينة   يقول مش فاضي بكل بساطة.

برأيي، ارى انه كي نحافظ على هذه الافكار يجب على كل شخص تسجيل اي فكرة تخطر له مهما كانت، ومهما كانت ظروف صاحبها او امكانياته او قدراته. لان نسيان الافكار سهل جدا. كما من المهم ان يتم الحديث عن الافكار امام اشخاص ايجابيين قادرين على النقد البناء، ويتقبلون التفكير غير التقليدي، مع محافظة الشخص صاحب الفكة على عزيمته لتنفيذ افكاره مهما كانت الاراء والتحديات والصعوبات.

يجب ان نعرف ان امازون تأسست في وقت لا يوجد انترنت فيه، وشركة ابل تطورت في وقت لم يكن تطور عليمي فيه، واوبر وكريم لم يجد من يدعمه اصلا اي احد. وقد يقول احدهم ان هذه الافكار كبيرة علينا وليست من الافكار المقدر لها النجاح بيننا، ولكن نقول له ان اصحاب هذه الشركات نفسها سمعها مؤسسي تلك الشركات لكنهم استمروا.

دمتم بخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق