هجرة الأردنيين إلى تركيا.. ماذا يحدث


كل طائرة ركاب قادمة من الاردن و تهبط في مطار اسطنبول الدولي على متنها عشرات المسافرين الاردنيين والذين بحوزتهم بطاقة سفر ( تذكرة ) باتجاه واحد، يأتون الى الجمهورية التركية مرتكزين على معلومات تم الاستحصال عليها من اشخاص أخرين اردنيين مقيمين في تركيا اصلا، وبنود هذه المعلومات تنحصر بما يلي: 

- تركيا بلد رخيص جدا . 
- ب ثلاثمائة دولار الى خمسمائة دولار يمكنك ان تعيش مع عائلتك في راحة ورفاهية
- يمكنك ان تحصل على جنسية بسهولة
- يمكنك الحصول على وظيفة بسرعة متناهية
- يمكنك استصدار إقامة بسهولة ويسر
- يمكنك البدء باي مشروع بمبلغ بسيط ويدر ارباح هائلة ،( كمطعم فلافل وهو المثل الذي يطرح بقوة دوما )

استطيع الجزم أن هذه النقاط السابقة ليست واقعية بالمعنى المنطقي بل انها حزمة من الدعاية التضليلية وأسلوب لحجب الرؤية الحقيقية ، والنتائج والسلوك على الارض اثبتت هذا المعيار ، ولكن ما يحيرني هو ما القصد من وراء نشر التسويق الكاذب والذي يبتعد كثيرا عن طبيعة الامور في الجمهورية التركية .

في مقال سابق لي أكدت من خلاله على طبيعة القوانين التركية والياته وكذلك التفاصيل الاقتصادية الدقيقة وابوابه ووجهت عشرات النصائح في هذا السياق ، ومع ذلك وخلال عام كان هنالك ثورة إن جاز لي التعبير في المجيء الى الجمهورية التركية ، دون وجود رؤى او محددات واضحة لعملية الانتقال الحياتي والمعيشي .

إن عشرات الالاف من الاردنيون موجودون في تركيا على قاعدة : لو بشحد مش راجع للاردن ، وليس لانهم نجحوا فيما سعوا اليه وأملوا به في تركيا.

موجودين  هنا لانهم يهربون من حالة ما الى شيء مبهم ، من مكان ليس فيه أمن حياتي ( من وجهة نظرهم ) الى بلاد توفر وترعى هذه الامور ( حسب وجهة نظرهم كذلك )، عائلات تكاد ان تتشرد ، اشخاص بدون عمل ، اموال ذهبت في تجارب استثمارية فاشلة ، كثيرون قطعت بهم السبل ، اجور بيوت مكسورة ، مصاريف طعام باتت غير متوفرة ، ناهيك عن امور أخرى ربما أشد وطأة ، هذه الظروف والاحوال نتيجة حتمية للسلوك الذي اتبعته  الغالبية العظمى من الجحافل القادمة وذلك حينما قرروا اللجوء الى تركيا ذات الابواب المتعددة في منظومة الحلول كما يرون هم ذلك . 
مقابل ذلك مما لا شك فيه أن هنالك نماذج محددة بل هي قليلة جدا استطاعت ان تتجاوز كل ما من شأنه أن يعرقل توجهها الى تركيا ولكن كان ذلك من خلال الدراسات العميقة والمعرفة الدقيقة والاختيارات الناجحة ورؤوس الاموال المعقولة. وقاموا بتطبيق نظريات تتناسب مع الشأن التركي الاقتصادي والاجتماعي .

ما اريد ارساله من خلال هذا المقال هو قرع الحرس لمخاطر جسيمة قد يقع بها المقيم هاهنا وبالتالي سيكون من الصعب علاجها بعد فوات الاوان ، لذلك يجب على المستوى الرسمي الاردني بل والمدني التدخل لمنع المزيد من الكوارث ، وذلك من خلال البرامج التوعوية واطلاق حملة شمولية لتوضيح الامور على حقيقتها ، يحب على المستويين ايجاد آليات تحد من هذا التوغل غير المفهوم كليا .

إن الجمهورية التركية بلد صاعد ولديه امكانيات ويتطور رغم الكثير من العقبات ، لكنه في محصلة الامر هو بلد تحكمه قيود وقوانين وبرامج ، وهو ايضا لديه ما لديه من منغصات اقتصادية داخلية وخارجية .

المصدر عن السيد  Mazen Hamed Alhasasneh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق